أكد الدكتور حسين عطية رئيس قسم الصحة النفسية بجامعه الأزهر أن حالات الانتحار فى المجتمع الإسلامى أقل من المجتمع الغربى حيث أن العقيدة الإسلامية تحرم الانتحار وتعتبر فاعله كافرا بالله وغير مؤمن باليوم الآخر لافتا إلى عدم وجود إحصائيات دقيقة ومحددة لنسب الانتحار بالدول الشرق أوسطيه.
لافتا إلى أن المنتحر يرى الحياة بنظره سودوية فى ماضيها وحاضرها، وكذلك يرى أنه لا أمل فى مستقبلها فيكون الملاذ عنده إنهاء علاقته بها بالانتحار.
وأضاف عطية: الانتحار ينتج عن نوعين من البشر المريض النفسى والمحبط اجتماعيا بالنسبة للنوع الأول من المنتحرين وهو المريض بالأمراض النفسية مثل الاكتئاب بأنواعه وانفصام الشخصية وهذا المريض يكون واقع تحت ضغط المرض وتكون الخطورة بالغة عند مريض الاكتئاب.
خاصة فى المراحل المرضية الأولى وكذا فى أول مراحل العلاج، حيث يبدأ فى التحسن وتزداد طاقته وقدرته مما يمثل خطرا لأنه يكون قادرا على التخطيط للانتحار فلا يجب الانخداع فى بتماثل هذا المريض للشفاء بل يجب مراقبته.
وأكد عطية أن النوع الثانى من الانتحار يكون لشخص سليم تماما لكنه محاط باحباطات كثيرة مجتمعية من حيث مشاكل أسرية أو فى مجال العمل أوفشل فى زواج أو قصة حب أوغير ذلك من المشكلات الاجتماعية التى تمثلها الضغوط المجتمعية على هذا الشخص مع الأخذ فى الاعتبار أن مثل هذه الشخصية لا تكون عقيدتها وإيمانها راسخ بل تكون متذبذبة.
وأضاف عطية، المنتحر يكون تفكيره سلبيا لدرجة كبيرة جدا، ويبدأ فى توجيه هذه العدوانى لنفسه أو للآخرين، وهذا دليل على ما نراه من قيام البعض بقتل الأبناء والزوجات والأقارب إيمانا منه بأنه يخلصهم بذلك من مرارة العيش وسوء هذه الحياة وظلمها لحبه لهم، ويقتل نفسه أيضا للخلاص من الحياة السودوية كما يراها.
كما أرجع هذا العمل الانتحارى إلى أصابه التفكير المعرفى لدى المنتحر مما يصيبه ببعض الخلل فى قواه العقلية والاضطراب فى التفكير مما يجعل كل ما يراه حوله سيئ ومرفوض ومظلم ولا يرى الجمال فى أى شىء مهما كان.
هكذا تسبب الاحباطات المجتمعية وأيضا الأمراض النفسية مثل الاكتئاب الذى يعد السبب الرابع لأسباب الموت على مستوى العالم بعد الحوادث والأزمات المرضية المختلفة.
لفت عطية إلى أن التخطيط للانتحار أمر أساسى لدى المنتحر سواء مريض الاكتئاب أو المحبط اجتماعيا، إلا أن المحبط يريد إيصال رسالة إلى المجتمع بانتحاره، سواء بالاحتجاج أو الرفض لنظام معين وغير ذلك، ليكون شاهدا على المشكلة التى من أجلها انتحر، وهى مشكلات مجتمعية وأسرية.
وأيضا يحدد مكان وزمان وطريقة الانتحار بحسب هدفه ورسالته التى يريد أن يتركها بعد الانتحار وأحيانا يريد المنتحر هنا أن يكون هو الجندى الذى قدم نفسه فى معركة الحياة ليكون الفداء لمجتمعه.
الكاتب: عبير زاهر
المصدر: موقع اليوم السابع